تعريف القياس :
عملية جمع معلومات كمية عن موضوع القياس باستخدام وحدات رقمية مقننة ومتفق عليها ،ويعرفه التربويون بأنه عملية تعني بالوصف الكمي للسلوك أو الواقع المقيس .
نشأة القياس في التربية :
ظهر القياس في التربية نتيجة لحاجة المربين إلى معرفة التقدم والتأخر في تلاميذهم والحاجة إلى معرفة نواحي الضعف عندهم وقياس مدى نجاح هؤلاء التلاميذ وقد بدء بالملاحظة الذاتية والآراء الشخصية ثم مر بأربعة مراحل ، كما ذكرها كوافحه هي :
1. الامتحانات الشفوية .
2. الامتحانات التحريرية من نوع المقال.
3. الامتحانات الموضوعية .
4. الامتحانات الأدائية .
مفهوم القياس:
إن القياس عملية يتوجه من يقوم فيها إلى تعيين دليل عددي أو كمي للشيء الذي يتفحصه . وغالباً ما يتم تعيين الدليل المشار إليه بالنسبة لوحدة قياس مختارة ، وقد تكون هذه الوحدة من السنتمتر بالنسبة للأطوال والجرام بالنسبة للأوزان والنسمة بالنسبة للسكان ،ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه الوحدة من بين الوحدات الرسمية . إن عمليات القياس يمكن أن تتم عن طريق العد أو عن طريق الاختبار الذي يكتشف عن بعد أو عدة أبعاد للشيء ـ عن الطول والوزن مثلاً ـ ثم يعير عن نتيجة القياس بالأرقام .وقد تكون هذه الأرقام أعداد صحيحة أو كسور أو نسب أو انحرافات معيارية أو أي صورة أخرى .
والقياس هو جزء من التقويم ،وهو سابق له ، وهو أداته ، فهو يقدم بيانات موضوعية تبنى عليها أحكام التقويم ، فالمعلم يقيس تحصيل الطلاب عن طريق إجراء اختبارات لهم ،وتعتبر العلامات التي يحصلون عليها وصفاً كمياً أو تعبيراً رقمياً يمثل مقدار تحصيلهم .وأهم سمات القياس تكمن في تحديد مستوى الخاصية المراد دراستها ،للأرقام والرموز المستندة إلى قواعد ،ويتم من خلالها الحكم عليها استناداً إلى سماتها وهذا ما يطلق عليه بالتقويم . وفي أي مجال يتضمن القياس في العادة ثلاث خطوات عامة هي :
1. التعرف على الصفة أو الوظيفة التي نريد قياسها وتحديدها .
2. تحديد مجموعة من العمليات التي يمكن من خلالها أن تعبر الصفة عن مظاهرها وأن تصبح قابلة للملاحظة.
3. تحديد مجموعة من الإجراءات والتعريفات لترجمة المشاهدات إلى صيغ كمية تعبر عن مقدار الصفة .
أهمية القياس :
يعد القياس أمراً على جانب كبير من الأهمية في أي علم من العلوم ، فجميع العلوم تسعى لتطوير أساليب موضوعية لقياس الظواهر المتعلقة بها من أجل فهم هذه الظواهر وتفسيرها ،والتنبؤ بالعلاقات القائمة بين متغيراتها ، ومحاولة ضبطها والتحكم فيها ـ وموضوعية القياس تسهم في تحديد وبلورة التفكير من أجل الفهم المستنير لطبيعة الظواهر المختلفة ،وبدون ذلك تصبح الدراسة العلمية لهذه الظواهر خاضعة للتأملات العقلية والخبرات الشخصية .
تأتي أهمية القياس التربوي الصحيح من ناحية كونه يفصح عن المستوى الحقيقي للطالب ، والذي في ضوئه في ظل عمل تربوي منظم يتم تحديد حجم القدرة الإبداعية بحيث يتم إعدادها في النطاق العلمي المناسب لها . والواقع أن عملية القياس قد شهدت محاولات عديدة لإزالة ما يقع فيها من أخطاء تعترض طريقها نحو النتائج الصحيحة والمستويات الدقيقة . بيد أن رجال التربية أنفسهم لا يزالون يعترفون بأن العملية التعليمية لا زالت ثمة أخطاء في القياس جاثمة على صدرها .
العوامل المؤثرة في القياس :
1. الخطأ في الأداة المستخدمة.
2. الخطأ الناجم من عدم ثبات الخاصية المقاسة .
3. الخطأ من الإنسان الذي يقوم بالقياس .
4. الخطأ الناجم عن النقص في الخبرة والتدريب .
خصائص القياس التربوي:
1. القياس التربوي قياس غير مباشر ، فنحن مثلاً لا نقيس التحصيل بعينه ، وإنما نستدل عليه من أداء التلميذ .
2. القياس التربوي نسبي ، أي غير مطلق ، فالصفر في المقاييس التربوية والنفسية هو صفر اعتباطي وليس بصفر مطلق حقيقي . فإذا حصل طالب في امتحان مادته على علامة صفر ، فلا يعني ذلك أنه لا يعرف شيئاً في هذه المادة ، وإنما لا يعرف شيئاً بالنسبة لهذه العينة المختارة من الأسئلة .
3. أدوات القياس التربوي غير مقننة (غير موحدة ، حيث لا يوجد اتفاق على معنى موحد للذكاء أو التحصيل أو على أدوات وأساليب قياسها).
4. نتائج القياس التربوي غير دال بذاته بل لابد أن تفسر النتيجة في ضوء مقارنتها بمعيار محك يكسبها معنى تفهم في إطاره .
5. يتسم القياس التربوي بثبات غير تام ، ذلك طبيعة القياس التربوي تنضوي على عزل للخصائص والسمات ـ في الواقع ـ لا توجد بمعزل عن بعضها البعض .
6. تنطلق المقاييس التربوية من أن عينة من السلوك هي فقط التي يتم قياسها على فرضية أن تمثل الخاصية التي يراد قياسها مجموعها الكلي ، إلا أن تمثيل العينات في المقاييس التربوية دائماً محل شك ونظر بعكس المقاييس الطبيعية .
أدوات القياس التربوي :
1. الاختبارات بأنواعها .
2. الإستبانات.
3. المقابلات الشخصية.
4. السجلات التراكمية.
5. تدقيق الأعمال الكتابية .
6. التقارير والبحوث.
7. الملاحظة.
مستويات القياس وأنواعه :
يوضح الفحص السريع للقياس في علم النفس أن كل مستويات القياس ليست مماثلة ، فهناك مقاييس مختلفة متضمنة في الأنواع المختلفة من القياس . ويجب أن يؤخذ في الاعتبار العمليات أو الحسابات التي تتم على الأعداد ،وبالتالي التغيرات التي نصل إليها .ويفيد الغريب أن هناك نوعان للقياس :
1. قياس مباشر ، كما يحدث حيث نقيس طول قطعة من القماش أو طول عمود من الصلب.
2.قياس غير مباشر ، كما يحدث حين نقيس درجة الحرارة بارتفاع الزئبق في الثرمومتر ، أو حين نقيس تحصيل التلاميذ في خبرة معينة بعدد من الأسئلة أو بعينة سلوكية تتطلب نوعاً من السلوك الذكي.
أورد ثورندايك وهيجن ،إن القياس في أي مجال يتضمن في العادة خطوات عامة هي:
1. التعرف على الصفة أو الوظيفة التي نريد قياسها وتحديدها .
2. تحديد مجموعة من العمليات التي يمكن من خلالها أن تعبر الصفة عن مظاهرها وأن تصبح قابلة للملاحظة.
3. تحديد مجموعة من الإجراءات والتعريفات لترجمة المشاهدات إلى صيغ كمية تعبر عن مقدار الصفة .