كيف تكتب بحثاً
علمياً
الحمد لله رب العالمين
, و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين
و على آله و أصحابه
التابعين , و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
أما بعد :
فهذا مُلخّص بسيط
في مفهوم البحث العلمي و طريقته , و المصادر و المراجع و كيفيّة استخدامها ...
تعريف البحث العلمي
:
البحث لغة : الطلب
و التفتيش و التتبّع و التحرّي , قال الله تعالى : " فبعث الله غراباً يبحث في
الأرض " سورة المائدة : 131
أما في الاصطلاح
:هو دراسة مبنيّة على تقصٍ و تتبّع لموضوع مُعيّن وفق منهج خاص لتحقيق هدف مُعيّن
: من إضافة جديد , أو جمع متفرّق , أو ترتيب مُختلط , أو غير ذلك من أهداف البحث العلمي
.
أركان البحث العلمي
:
للبحث العلمي ثلاثة
أركان لا يقوم إلا عليها , و كل واحد منها يُمثّل أمراً مُهمّاً في ظهوره بالمظهر الذي
ينبغي أن يكون عليه , و هي :
الموضوع , و المنهج
, و الشكل ..
أما الموضوع :
فهو المقصود بالبحث و محور الدراسة .
وأما المنهج :
فيتمثّل في ترتيب المعلومات ترتيباً مُحكماً, و في التزام الموضوعيّة التامّة , و في
استعمال المعلومات استعمالاً صحيحاً في أسلوب علمي سليم , و في طريقة العرض و تأييد
القضايا المعروضة بالأدلّة المُقنعة و توضيحها بالأمثلة دون إجحاف لبعضها أو تحيّز
للبعض الآخر .
و أما الشكل :
فهو الطريقة التنظيميّة للبحث , التي تواضع العُرف العلمي العام على السير عليها ابتداء
بتنظيم المعلومات على صفحة العنوان و غير ذلك , من طريقة استعمال الهامش و توثيق المعلومات
و كتابة التعليقات و تدوين فهرس المصادر و غيره من الفهارس الأخرى , و غير ذلك من علامات
الترقيم , و العناوين الجانبيّة .
أنواع البحث العلمي
:
يتنوّع البحث العلمي
أنواعاً مُختلفة باعتبارات مختلفة , و من ذلك ما يأتي :
الاعتبار الأول
: نطاق البحث من حيث العموم و الخصوص :
النوع الأول :
أن يكون البحث عاماً , بمعنى أن يكون المقصود من الدراسة الوصول إلى معرفة عامّة ,
ليست قاصرة على مكان أو زمان أو مجتمع بعينه .
النوع الثاني
: أن يكون موضوع البحث خاصّاً , بمعنى أن يكون المقصود من الدراسة الوصول إلى معرفة
خاصّة بمكان أو زمان أو مجتمع بعينه . و تكون نتائج البحث قاصرة على ما أُجريت الدراسة
فيه , و لا تعمّ غيرها .
الاعتبار الثاني
: غرض البحث :
النوع الأول :
البحث العلمي النظري : و هو البحث الذي يُقصد به الوصول إلى الحقيقة العامة و معرفتها
, دون أن يكون هناك هدف من وراء ذلك للتطبيق العملي لها , و يتناول الموضوعات في العلوم
الإنسانيّة : كالعلوم الدينية , و اللغويّة, والاجتماعية , و الفلسفيّة , و غيرها مما
يحقق البحث فيه فوائد نظريّة واضحة .
النوع الثاني
: البحث العلمي التطبيقي : و هو البحث الذي يُقصد به الوصول إلى الحقيقة و المعرفة
لها , مع الوصول إلى التطبيق العملي لها في المجتمع الذي اُجري فيه البحث , و هذا النوع
من البحث يُركّز على المشكلات و حلّها كما يُركّز على الابتكار .
و مع ذلك فلا يُمكن
الفصل بين البحث النظري و التطبيقي ؛ فالبحث العلمي النظري في كثير من موضوعاته يعتمد
في تقرير حقائقه على التجارب الميدانية , و لا خير في بحث لا يكون المقصود منه التطبيق
العملي .
و لهذا فإن البحوث
الشرعيّة و اللغويّة و نحوها يُقصد من ورائها التطبيق العملي للنتائج التي انتهت إليها
.
و كذلك البحث العلمي
التطبيقي , فإنه لا يُحقق فوائده المطلوبة ما لم يستند إلى البحث العلمي النظري .
الاعتبار الثالث
: الباعث إلى إعداد البحث :
يتنوّع البحث بهذا
الاعتبار إلى أنواع :
- النوع الأول
: أن يكون الباعث إلى إعداده الرغبة الشخصيّة عند الباحث ليُحقق هدفاً من الأهداف التي
يتصدّى الباحث لأجل تحقيق شيء منها , كإضافة جديد , أو توضيح غامض , أو ترتيب مُختلط
.. إلخ .
- النوع الثاني
: أن يكون الباعث إلى إعداده طلب مؤسّسة علميّة له كجامعة أو مركز علمي أو مجلّة مُتخصّصة
, أو طلب بعض الجهات له لإلقائه في ندوة علميّة أو مؤتمر علمي .
- النوع الثالث
: أن يكون الباعث إلى إعداده تدريب من يقوم بهذا البحث على إعداد البحوث تمهيداً لتكلفة
ببحوث أوسع و أعمق ,
و هذا البحث هو
ما يُكلّف به الطالب في أثناء دراسته في الجامعة , و يُسمّى بالبحث الصفّي , و يُقصد
منه تدريب الطالب على كيفية إعداد البحوث تمهيداً لإعداد بحوث الماجستير و الدكتوراه
.
- النوع الرابع
: أن يكون الباعث إلى إعداده الحصول على درجة علميّة , هي درجة الماجستير .
- النوع الخامس
: أن يكون الباعث إلى إعداده الحصول على درجة علميّة , أعلى من الماجستير , و هي الدكتوراه
.
- النوع السادس
: أن يكون الباعث إلى إعداده الترقّي به من مرتبة علميّة إلى مرتبة علميّة أعلى منها
, كالبحوث التي يُعدّها أعضاء هيئة التدريس بالجامعات لهذا الغرض .
الغاية من البحث
:
قيل : "
إن التأليف على
سبعة أقسام لا يؤلف عالم عاقل إلا فيها , و هي : إما شيء لم يُسبق إليه فيخترعه , أو
شيء ناقص يُتمّمه , أو شيء مُغلق يشرحه ,أو شيء طويل يختصره دون أن يُخلّ بشيء من معانيه
, أو شيء مُتفرّق يجمعه , أو شيء مختلط يُرتّبه ,أو شيء أخطأ فيه مُصنفه فيصلحه
"
الباحث و الصفات
التي ينبغي توفّرها فيه :
الباحث : هو الذي
يقوم على كاهله اختيار المشكلة , و التتبّع لمادتها , و دراسة ذلك , وفق منهج مُعيّن
؛ لتحقيق هدف مُعيّن .
فالباحث أساس في
قيام البحث , فلا بحث بدون باحث .
الصفات التي ينبغي
توفرها فيه :
1- الميل و الرغبة
في القيام بالبحث العلمي بصفة عامة , و في الموضوع الذي اختاره بصفة خاصّة .
2- العلم و المعرفة
و كثرة الاطلاع و القراءة الواسعة , فالباحث ينبغي أن يكون عنده علم و معرفة سابقان
في مجال تخصّصه و ألا يترك كتاباً أو بحثاً أو غيرهما تناول موضوعه أو جانباً منه إلا
اطّلع عليه و قرَأه .
3- المقدرة على
البحث فطرة و اكتساباً :
أما الفطرة , فإن
البحث موهبة فنّية تُمنح لبعض الناس و لا تُمنح لآخرين , و المقدرة الفطريّة على البحث
تعني القدرة على فهم الحقائق و تفسيرها باستقلال تام .
و أما المقدرة
الكسبيّة فتعني الإلمام بطرق البحث العلمي عن طريق الدراسة و التجربة .
4- الدقّة و التنظيم
: فلا بُدّ للباحث أن يكون دقيقاًُ في عمله , مُنظّماً فيه شبهه في ذل شبه المهندس
في تنظيم بناءه .
5- الصبر و الدأب
و التأنّي : ذلك أن البحث عمل شاق ذهناً و جسماً و مالاً , و به عقبات و مشكلات , و
يحتاج إلى وقت طويل يتفرّغ فيه الباحث للبحث , فلا بُدّ للباحث أن يتحلّى بالصبر و
الجلد و المثابرة و الدأب حتى يؤتي البحث ثماره المرجوّة منه .
6- الإخلاص للبحث
و التفاني في سبيل الوصول ببحثه لأقصى درجات الشمول و الجودة و الإتقان .
7- الأمانة في
المادة العلمية فلا يكتب شيئاً لغيره , و كذلك ينبغي أن يكون أميناً في نقل النصوص
و الأفكار و الآراء من حيث إسنادها إلى أصحابها فغن ذلك أمر مهم في ارتفاع مستوى البحث
العلمي , وفي تقديره عند ذوي الاختصاص .
و إهمال ذلك يُعتبر
خدشاً في أمانة الباحث , و عيباً في البحث , و لن يثق القُرّاء في الباحث بعد ذلك
.
8- التزام أدب
البحث , باحترام الآخرين و آرائهم , و بالتواضع : فلا يؤدي به الأمر إلى الحطّ من آراء
الآخرين , أو النيل من شخصيّاتهم , و إن كان على صواب فيما ينقد أو يعرض , و لا يؤدي
به الغرور العلمي إلى التعالي بما وصل إليه فإن هذه الأمور مما يشين البحث و يشوّهه
, يحطّ من مكانته و قوّته , و يُنفّر القارئ من مطالعته .
9- ظهور شخصيّة
الباحث من خلال بحثه : و ذلك بألاّ يُسلّم بكل ما وصل إليه من مادة علمية حتى يتحقق
منه بالدراسة , كما تظهر شخصيّة الباحث بمناقشة ما يورده من أدلّه و حُجج , و نصرة
القوي منها , و دحض الضعيف و الباطل . كما تظهر شخصيّته بإبداء رأيه في المكان المناسب
.
10- الأصالة العلميّة
: و ذلك بالقدرة على عرض الأفكار و المعلومات بطريقة صحيحة , و بتنسيق جيّد , و بالقدرة
على الحكم على الأشياء ببصيرة , و بالقدرة على الإضافة و الإبداع .
11- العناية بالأسلوب
و عدم تكرار الأفكار .
12- العناية بحسن
العزو إلى المصادر .
13- وضع علامات
الترقيم , مع العناية بوضع العلامة في مكانها .
14- القراءة الواعية
لكل فصل أو مبحث انتهى منه ؛ لتصحيح ما قد يقع من خطأ , و تلافي ما يقع من نقص , و
إعادة الترتيب و الصياغة , و التأكّد من صحّة الحواشي و أرقام الصفحات .. إلخ .
خطوات البحث :تنحصر
خطوات إعداد البحث العلمي الرئيسيّة فيما يأتي :
1- موضوع البحث
, و عنوانه .
2- خطّة البحث
و تغيير الموضوع .
3- مصادر البحث
.
4- مادة البحث
.
5- صياغة البحث
, و كتابته .
6- توثيق البحث
.
7- فهارس البحث
.
1- موضوع البحث
و عنوانه :
اختيار الموضوع
, هو الخطوة الأولى في الطريق الطويل لإعداد البحث و إخراجه , و الاختيار عامل مهم
في نجاح أي عمل يُقدم عليه الإنسان , و من ذلك اختيار موضوع البحث ؛ ذلك أن الباحث
سيعيش مع بحثه مُدّة طويلة , يسامره ليلاً و يحتاج إليه نهارًا , فهو أشبه ما يكون
بالصديق .
إن الباحث لو لم
يعطِ هذه الخطوة حقّها , لأخفق في عمله , و فشل في مسعاه , و لم يصل إلى النتائج التي
يتوخّاها .
و يُمكن أن نُجمل
شروط اختيار موضوع البحث في الأمور التالية :
1/ رغبة الباحث
في الموضوع ؛ ذلك أن الباحث سيصحب بحثه مدّة طويلة , و لا تنجح الصحبة إلا حين تكون
هناك أُلفة , و من هنا كانت رغبة الباحث في في الموضوع و حبّه له و ميله إليه شرطاً
من شروط اختيار الموضوع .
2/ استعداد الباحث
لبحث هذا الموضوع ؛ ذلك أ، الباحث هو الذي سيقوم ببحثه , فلا بُدّ أن يكون عنده من
الاستعداد ما يستطيع به أن يقوم بهذا الشأن و الاستعداد المشروط يشمل جميع أنواع الاستعداد
, كالاستعداد العلمي , و الاستعداد الزمني , و الاستعداد المالي .
3/ توافر المصادر
لهذا الموضوع ؛ إذ أن المصادر هي التي يستمدّ منها الباحث مادّته .
4/ القدرة على
الفراغ من البحث في المدة المحدّدة له .
5/ استحقاق الموضوع
لما سيُبذل فيه من جُهد ؛ فالباحث سيبذل مجهودًا ذهنيًا و بدنيًا و وقتيًا و ماليًا
, فينبغي أن تتكافأ قيمة هذا الموضوع مع ما سيُبذل فيه من جُهد .
نوان البحث :
و هو اللفظ الذي
يتبيّن منه محتوى البحث .
فينبغي أن يكون
شاملا لما يحتويه البحث , وضاحًا , قصير بقدر الإمكان , ممتعا و جذّابًا , موضوعيًا
يتحرّى فيه الصدق , ألا يكون مُتكلّفا في عباراته من حيث اللفظ , أن يكون مرنا بحيث
لو احتاج إلى إجراء تعديل فيه .
2- خطّة البحث
و تغيير الموضوع :
خطّة البحث هي
الهيكل التنظيمي للبحث , و المشروع الهندسي الذي يقام عليه علاج المشكلة التي قصد بها
البحث , و يمرّ بثلاث مراحل :
المرحلة الأولى
: الإعداد للتخطيط للبحث .
وهذه المرحلة مُهمّة
جداً ؛ لأنه لا يُمكن تصوّر الموضوع تصوّرًا كاملاً إلا إذا أعدّ ما يلزم لتصوّره
, و خلالها يطّلع الباحث على أكبر قدر من الرسائل العلميّة , و فهارس المصادر , و فهارس
المكتبات , و دوائر المعارف و الموسوعات , و الدوريات العلميّة و فهارسها ,
أما طريقة استنتاج
الخطّة و وضعها , فهي أن الباحث يستصحب معه وقت الاطّلاع على ما ذكرناه جذاذات ( بطاقات
تُصنع من الورق المقوّى , و غالبا ما يكون مقاسها 10*14 ) , فإن كان ن هناك مصدرا رجع
إليه سيفيده في بحثه , سجّل اسم المصدر و رقم الصفحة و الجزء .
و يظلّ الباحث
في هذه المرحلة يطّلع و يقرأ و يُدوّن , حتى يحسّ بأنه انتهى من مرحلة الإعداد للتخطيط
فيبدأ بالمرحلة الثانية .
المرحلة الثانية
: التخطيط المبدئي للبحث , بحيث يتمكّن به من تصوّر حدود الموضوع و جمع المصادر في
ضوئه , و معرفة الأمور الرئيسية فيه .
فيرجع الباحث إلى
ما دوّنه في الجذاذات : يقرؤها و يتأمّل فيها تأمل من يريد وضع الهيكل العام للبحث
, فيصنّفها إلى مجموعات حسب ما تقتضيه طبيعة المعلومات .
ما تتناوله الخطّه
:
هناك أمور جوهريّة
لا بُدّ للخطّة أن تتضمّنها و هي :
1- وضع عنوان المشكلة
, التي هي موضوع البحث .
2- المقدمة : و
تتضمّن ما يأتي :
- الاستفتاح المناسب
للموضوع .
- الإعلان عن الموضوع
و التعريف به .
- صلة موضوع البحث
بالموضوع العام .
- أهمية الموضوع
.
- الدراسات السابقة
للموضوع .
- الأسباب الداعية
لبحث الموضوع .
- المصادر المعتمد
عليها في بحث الموضوع .
- الخطّة التي
سيقام عليها بحث الموضوع .
- الجهد الذي بذله
الباحث في الموضوع , و الصعوبات التي واجهته في البحث .
- الشكر و التقدير
لمن ساعد في إعداد البحث و إخراجه .
3- الخاتمة : و
تتضمّن ما يأتي :
- خلاصة البحث
.
- أهم النتائج
التي انتهي إليها البحث .
- المقترحات التي
هدى إليها البحث .
4- الفهارس : و
هي التي تكشف المصادر التي استقى منها الباحث مادته العلميّة .
المرحلة الثالثة
: التخطيط النهائي للبحث .بحيث تخرج الخطّة النهائية وفقه, و ذلك بعد اطلاعه الواسع
على مصادر بحثه , و الجمع الكامل للمادّة العلميّة ,
و تعديل ما يلزم
.
3- مصادر البحث
:
من أهم الأسس التي
يقوم عليها البحث , و هي التي يتم بها بنيانه التي يستمد منها الباحث مادته ,
فينبغي للباحث
أن يبذل جهده في البحث عن المصادر , و مما يُساعده على ذلك :
فهارس المكتبات
العامّة و الخاصّة , قوائم أسماء الكتب التي تصدرها دور النشر , الكتب التي تسمى بمصادر
المصادر ,
دوائر المعارف
العالميّة , الموسوعات العلميّة المتخصصة , المجلات العلمية, الأشخاص الذي لهم خبرة
بهذا النوع من الدراسة من العلماء و المتخصصين و الباحثين , المشرفون على المكتبات
التي يتردّد عليها الباحث .
و يُعدّ بعد ذلك
قائمة خاصّة بالمصادر .
4- مادة البحث
.
و هي المعلومات
الناتجة عن تتبّع و تقصّ و اختيار سليم لها , و جمع مادة البحث يتطلب المرور بمرحلتين
:
جمع تحضيري : و
هذه المرحلة تبدأ بالرجوع إلى المصادر التي سجلها الباحث في قائمة المصادر , و الرجوع
للكتب و قراءتها قراءة شاملة دون تعمّق .
جمع تدويني : و
هذه المرحلة تبدأ بعد الانتهاء من المرحلة الأولى , و على الباحث أن يرجع إلى المصدر
الذي انتهى من تحضير مادّته للتدوين , مستصحبا معه الدليل الذي سجّل فيه عنوان المصدر
ليسهل عليه نقلها و تصنيفها و ترتيبها .
5- صياغة البحث
, و كتابته .
جمع المادة العلميّة
هي أهم خطوات البحث , التي تبرز فيها قدرة الباحث و معالم شخصيّته .. و تبرز في عنصرين
:
1/ كتابة المادة
العلميّة و دراستها .
2/ كتابة البحث
.
فأما تصنيف المادة
العلميّة و دراستها : فهي قيام الباحث أو الطالب بعرض المادّة التي جمعها و رآها كافية
لإعداد بحثه .
أما كتابة البحث
: فإنها موهبة من الله , التي يتفاوت الناس فيها .. و هناك قواعد يسير عليها الباحث
لتساعده في إخراج البحث بشكل صحيح , و هي :
قواعد للفكر و
العرض :
1- أن يجمع أمامه
المادّة العلميّة الخاصّة ببحثه .
2- أن يُروّض نفسه
على البحث و الزيادة و الاختصار .
3- أن يلاحظ سلامة
الأسلوب و سهولته .
4- أن يُقدّم الحقائق
واضحة مركّزة .
5- أن يفتح الفصل
بمقدّمة أو مُلخّص قصير قبل دخوله في صُلب الموضوع .
6- أن يختم الفصل
بفقرة تُبيّن أهم ما وصل إليه من نتائج .
7- أن يحترم الآخرين
و يُبيّن وجهات نظرهم , ولا يُصدّق كل ما يقولون .
8- أن تكون له
شخصيّة واضحة في كل ما يقول .
9- أن يتحمّل مسئولية
كل ما يثبته في بحثه .
10- أن يتجنّب
تكرار المعاني .
قواعد للرسم و
الهيئة :
1/ الكلمات المستخدمة
:
يجب أن يكون الباحث
على علم تام بالمترادفات ليكون للمعنى الواحد أكثر من لفظة , لاسيّما إذا تكرر اللفظ
.
2/ الجُمل :
يجب أن تكون بأقل
ما يمكن من الألفاظ , فلو استطاع أن يكتب الجملة في ست كلمات , فلا يكتبها في سبع
!
3/ الضمائر :
من الأفضل أن يُغفل
ضمير المتكلم مثل ( أنا ) , ( نحن ) , ( نرى ) .
و كذلك الأساليب
الغرورية , مثل ( يرى الكاتب ) , ( استطعت بذكائي ) , و له أن يقول بأساليب التواضع
مثل ( و يبدو لي - و الله أعلم – أن .. ) .
4/ الفقرات :
يجب على الباحث
أن يُراعي مكونات الفقرة, بحيث تكون فكرة واحدة مُستوفاة العناصر , تؤدي إلى نتيجة
واحدة .
5/ الأسلوب :
يرى الباحثون أن
يُراعى فيه :
- أن تكون الجُمل
مترابطة .
- أن يكون سهلاً
ميسوراً قريب المعاني حفاظا على اللغة .
- أن لا يكون مبالغا
في عرضه للحقائق .
- أن يتجنّب التهكّم
و السخرية من الآخرين .
6/ الأخذ عن الغير
:
و هو الاقتباس
عن المصادر , و يتعيّن على الباحث أن يُراعي ما يلي :
- أن يتأّكد من
أصالة المصدر الذي أخذ عنه .
- أن يكون دقيقا
في نقل ما فهمه عن الآخرين , موضحا المصدر بالتفصيل .
- أن لا يكثر الأخذ
عن الآخرين فتضيع شخصيّته .
- أن يكون هناك
ترابط بين ما أخذه و ما أنشأه .
6- توثيق البحث
.
و ذلك بذكر النصوص
التي تؤيد أمرًا يتحدّث عنه الباحث .
7- فهارس البحث
.
الدراسة العلميّة
لا بُد أن يلحق بها عدد من الفهارس المناسبة لمادة البحث .
و لا يوجد بحث
علمي من غير فهارس , و هناك فهرسين أساسيين في كل بحث و هما :
فهرس المحتوى
, و فهرس المصادر .
و هناك فهارس أخرى
, مثل : فهرس الآيات , فهرس الأحاديث النبوية , فهرس الآثار , فهرس الأعلام ... إلخ