اولاد الدباغة 2
عانقت جدران منتدانا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
ومشاعر الأخوة والإخلاص ... كفوفنا ممدودة
لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور
الأخلاقيـات الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا
إن شاء الله ثمراً صالحاً.. ونتشـارك
كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا
البعض في كل المجالات
أتمنى لك قضاء
وقت ممتع
معنا
اولاد الدباغة 2
عانقت جدران منتدانا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
ومشاعر الأخوة والإخلاص ... كفوفنا ممدودة
لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور
الأخلاقيـات الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا
إن شاء الله ثمراً صالحاً.. ونتشـارك
كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا
البعض في كل المجالات
أتمنى لك قضاء
وقت ممتع
معنا
اولاد الدباغة 2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اجتماعي- ثقافي-رياضي-علمي -دعوي- لربط ابناء الدباغة بالداخل وبلاد المهجر للتواصل مع الاهل والاصدقاء ليس حكراً علي ابناء الدباغة فقط# اهلا وسهلا بك # يا زائر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
مواضيع مماثلة
    بحـث
     
     

    نتائج البحث
     
    Rechercher بحث متقدم
    المواضيع الأخيرة
    » مدرسة محمد عبد الله موسي
    من نوادر ابي دلامة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 23, 2016 1:49 pm من طرف حسن محمد يوسف

    » Lest it should be celled
    من نوادر ابي دلامة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 23, 2016 1:36 pm من طرف حسن محمد يوسف

    » قصيدة الشمس
    من نوادر ابي دلامة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 23, 2016 1:34 pm من طرف حسن محمد يوسف

    » الأستاذ علي قوادري
    من نوادر ابي دلامة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 23, 2016 1:22 pm من طرف حسن محمد يوسف

    » THE DAFFODILS
    من نوادر ابي دلامة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 23, 2016 1:21 pm من طرف حسن محمد يوسف

    » * صفات الأذكياء *
    من نوادر ابي دلامة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 23, 2016 1:03 pm من طرف حسن محمد يوسف

    » تهنئة الاخ عبد الرحمن بابكر علي
    من نوادر ابي دلامة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 23, 2016 11:22 am من طرف حسن محمد يوسف

    » حرمة المال العام
    من نوادر ابي دلامة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 23, 2016 11:19 am من طرف حسن محمد يوسف

    » شجرة المورنقا
    من نوادر ابي دلامة I_icon_minitimeالأحد مايو 19, 2013 9:00 am من طرف عزالدين آدم ابوعاصم

    ازرار التصفُّح
     البوابة
     الرئيسية
     قائمة الاعضاء
     البيانات الشخصية
     س .و .ج
     بحـث
    منتدى
    التبادل الاعلاني
    احداث منتدى مجاني
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر

     

     من نوادر ابي دلامة

    اذهب الى الأسفل 
    2 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    محمد حافظ محمد صالح
    عضو ماسي يرتقي الي درجة مشرف
    عضو ماسي يرتقي الي درجة مشرف



    عدد المساهمات : 175
    تاريخ التسجيل : 21/10/2011
    العمر : 53

    من نوادر ابي دلامة Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من نوادر ابي دلامة   من نوادر ابي دلامة I_icon_minitimeالأربعاء مارس 07, 2012 7:03 pm

    لقد ذكرتني يا ودسليمان بقول احد الشعراء وهو يهجو أبو دلامه فقال :

    لعن الله أبو دلامه اذا لبس العمامة صار قردا ............وخنزيرا اذا نزع العمامه

    واقول لك عوفيت بالمساهمات وبوركت وتبيض يداك في فعل الخير
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    MohammedSuliman
    عضو فضي
    عضو فضي
    MohammedSuliman


    عدد المساهمات : 15
    تاريخ التسجيل : 07/08/2011
    العمر : 33

    من نوادر ابي دلامة Empty
    مُساهمةموضوع: من نوادر ابي دلامة   من نوادر ابي دلامة I_icon_minitimeالسبت مارس 03, 2012 7:56 am









    هو
    أبو دلامة زند بن الجون. وزند بالنون. وهو كوفي، أسود، مولى لبني أسد، كان أبوه


    عبداً
    لرجل منهم يقال له قصاقص، فأعتقه. وأدرك آخر زمن بني أمية ولم يكن له نباهة في


    أيامهم،
    ونبغ في أيام بني العباس، فانقطع إلى أبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور


    والمهدي،
    وكانوا يقدمونه ويفضلونه ويستطيبون مجالسته ونوادره.


    قال
    أبو الفرج الأصفهاني: كان أبو دلامة رديء المذهب، مرتكباً للمحارم، مضيعاً للفروض،


    متجاهراً
    بذلك، وكان يعلم هذا منه ويعرف به، فيتجافى عنه للطف محله. وله أخبار


    وأشعار
    ليس هذا موضع ذكرها، وإنما نثبت في هذا الموضع ما له من نادرة أ حكاية


    مستظرفة.
    فمن ذلك أنه دخل على أبي جعفر المنصور، وكان المنصور قد أمر أصحابه


    بلبس
    السواد والقلانس الطوال، تدعم بعيدان من داخلها، وأن يعلقوا السيوف في المناطق،


    ويكتبوا
    على ظهورهم: " فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ". فلما دخل عليه أبو


    دلامة
    في هذا الزي قال له المنصور: ما حالك؟ قال: شر حال يا أمير المؤمنين، وجهي في


    نصفي،
    وسيفي في استي، وقد صبغت بالسواد ثيابي ونبذت كتاب الله وراء ظهري، ثم


    أنشد:

    وكنا
    نرجى منحة من إمامنا فجاءت بطول
    زاده في القلانس


    تراها
    على هام الرجال كأنها دنان يهود
    جللت بالبرانس


    فضحك
    منه المنصور وأعفاه وحذره من ذلك، وقال: إياك أن يسمع هذا منك أحد.


    وحكي
    عنه: أنه كان واقفاً بين يدي السفاح أو المنصور، فقال له: سلني حاجتك، فقال أبو


    دلامة:
    كلب صيد، قال: أعطوه إياه. قال: ودابة أتصيد عليها. قال: أعطوه. قال: وغلام


    يقود
    الكلب ويتصيد به، قال: أعطوه غلاماً. قال: وجارية تصلح لنا الصيد وتطعمنا منه،


    قال:
    أعطوه جارية. قال: هؤلاء يا أمير المؤمنين عيال فلا بد لهم من دار يسكنونها، قال:


    أعطوه
    داراً تجمعهم. قال: فإن لم يكن ضيعة فمن أين يعيشون؟ قال: قد أقطعتك مائة


    جريب
    عامرة ومائة جريب غامرة. قال: وما الغامرة؟ قال: ما لا نبات فيه. قال: قد


    أقطعتك
    يا أمير المؤمنين خمسمائة ألف جريب غامرة من فيافي بني أسد. فضحك وقال:


    اجعلوا
    المائتين كلها عامرة. قال: فأذن لي أن أقبل يدك، قال: أما هذه فدعها، فإني لا


    أفعل.
    قال: والله ما منعت عيالي شيئاً أقل عليهم ضرراً منها.


    وروي:
    أنه دخل على المنصور فأنشده قصيدته التي يقول فيها:


    إن
    الخليط أجدوا البين فانتجعوا
    وزودوك خبالاً بئس ما صنعوا


    والله
    يعلم أن كادت، لبينهم يوم الفراق،
    حصاة القلب تنصدع


    عجبت
    من صبيتي يوماً وأمهم أم الدلامة
    لما هاجها الجزع


    لا
    بارك الله فيها من منبهة هبت تلوم
    عيالي بعدما هجعوا


    ونحن
    مشتبهو الألوان، أوجهنا سود قباح،
    وفي أسمائنا شنع


    إذا
    تشكت إلى الجوع، قلت لها ما هاج
    جوعك إلا الري والشبع


    أذابك
    الجوع مذ صارت عيالتنا على الخليفة
    منه الري والشبع


    لا
    والذي يا أمير المؤمنين قضى لك
    الخلافة في أسبابها الرفع


    ما
    زلت أخلصها كسبي فتأكله دوني ودون
    عيالي ثم تضطجع


    شوهاء
    مشنأة في بطنها ثجل وفي المفاصل من
    أوصافها ندع


    ذكرتها
    بكتاب الله حرمتنا ولم تكن بكتاب
    الله ترتجع


    فاخرنطمت
    ثم قالت وهي مغضبة أأنت تتلو كتاب
    الله يا لكع!


    أخرج
    تبغ لنا مالاً ومزرعة كما لجيراننا
    مال ومزدرع


    واخدع
    خليفتنا عنا بمسألة إن الخليفة
    للسؤال ينخدع


    قال:
    فضحك أبو جعفر وقال: أرضوها عنه بمائتي جريب عامرة ويروى ستمائة جريب


    عامرة
    وغامرة فقال: أنا أقطعك يا أمير المؤمنين
    أربعة آلاف جريب غامرة فيما بين الحيرة


    والنجف،
    وإن شئت زدتك. فضحك وقال: اجعلوها كلها عامرة. قال: ولما توفي السفاح


    دخل
    أبو دلامة على المنصور والناس عنده يعزونه، فقال:


    أمسيت
    بالأنبار يا بن محمد لم تستطع عن
    عقرها تحويلا


    ويلي
    عليك وويل أهلي كلهم ويلا وعولاً
    في الحياة طويلا


    فلتبكين
    لك السماء بعبرة ولتبكين لك الرجال
    عويلا


    مات
    الندى إذ مت يا بن محمد فجعلته لك
    في التراب عديلا


    إني
    سألت الناس بعدك كلهم فوجدت أسمح
    من سألت بخيلا


    ألشقوتي
    أخرت بعدك للتي تدع العزيز من
    الرجال ذليلا؟


    فلا
    حلفن يمين حق برة تالله ما أعطيت
    بعدك سولا


    قال:
    فأبكى الناس الناس قوله. فغضب المنصور غضباً شديداً وقال: إن سمعتك تنشد


    هذه
    القصيدة لأقطعن لسانك. قال: يا أمير المؤمنين، إن أبا العباس أمير المؤمنين كان لي


    مكرماً،
    وهو الذي جاء بي من البدو، كما جاء الله بإخوة يوسف إليه، فقل كما قال


    يوسف:
    " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ". فسرى عن
    المنصور


    وقال:
    قد أقلناك يا أبا دلامة، فسل حاجتك. قال: يا أمير المؤمنين، قد كان أبو العباس أمر


    لي
    بعشرة آلاف درهم وخمسين ثوباً وهو مريض ولم أقبضها. فقال المنصور: ومن يعلم


    ذلك؟
    قال: هؤلاء وأشار إلى جماعة ممن حضر فوثب سليمان بن مجالد وأبو الجهم فقالا:


    صدق
    أبو دلامة، نحن نعلم ذلك. فقال المنصور لأبي أيوب الخازن وهو مغيظ: يا سليمان


    ادفعها
    إليه وسيره إلى ذا الطاغية يعني عبد الله بن علين، وكان قد خرج بالشام وأظهر


    الخلاف
    فوثب أبو دلامة وقل: يا أمير المؤمنين، أعيذك بالله أن أخرج معهم، ووالله ما أحب


    أن
    يجرب ذلك مني على مثل هذا العسكر، فإني لا أدري أيهما يغلب: يمنك أو شؤمي، إلا


    أني
    بنفسي أوثق وأعرف وأطول تجربة. فقال: دعني وهذا، فمالك من الخروج بد. قال:


    فإني
    أصدقك الآن، شهدت والله تسعة عشر عسكراً كلها هزمت، وكنت سببها، فإن


    شئت
    الآن على بصيرة أن يكون عسكرك تمام العشرين فافعل. فضحك المنصور وأمره أن


    يتخلف
    مع عيسى بن موسى بالكوفة.


    وعن
    جعفر بن حسين اللهبي قال: حدثني أبو دلامة قال: أتى بي المنصور أو المهدي وأنا


    سكران،
    فحلف ليخرجني في بعث حرب، فأخرجني مع روح بن حاتم المهلبي لقتال الشراة.


    فلما
    التقى الجمعان قلت لروح: أما والله لو أن تحتي فرسك ومعي سلاحك لأثرت في عدوك


    اليوم
    أثراً ترتضيه! فضحك وقال: والله العظيم لأدفعن إليك ذلك ولآخذنك بالوفاء


    بشرطك،
    فنزل عن فرسه ونزع سلاحه ودفع ذلك إلي، وعاد بغيره فاستبدل به. فلما


    حصل
    ذلك في يدي قلت: أيها الأمير، هذا مقام العائذ بك، وقد قلت أبياتها فاسمعها. قال:


    هات،
    فأنشدته:


    إني
    استجرتك أن أقدم في الوغى لتطاعن
    وتنازل وضراب


    فهب
    السيوف رأيتها مشهورة وتركتها
    ومضيت في الهراب


    ماذا
    تقول لما يجيء ولا يرى من بادرات
    الموت بالنشاب


    فقال:
    دع هذا عنك، وبرز رجل من الخوارج يدعو إلى المبارزة فقال: اخرج إليه يا أبا


    دلامة.
    فقال: أنشدك الله أيها الأمير في دمي. فقال: والله لتخرجن! فقلت: أيها الأمير،
    فإنه


    أول
    يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا، وأنا والله جائع ما تنبعث مني جارحة من الجوع،


    فمر
    لي بشيء آكله ثم أخرج، فأمر لي برغيفين ودجاجة، فأخذت ذلك وبرزت عن


    الصف.
    فلما رآني الشاري أقبل نحوي وعليه فرو قد أصابه المطر فابتل، وأصابته الشمس


    فاقفعل
    وعيناه تقدان، فأسرع إلي، فقلت: على رسلك يا هذا! فوقف، فقلت: أتقتل من لا


    يقاتلك؟
    قال: لا. قلت: أتستحل أن تقتل رجلاً على دينك؟ قال: لا. قلت: أفتستحل


    ذلك
    قبل أن تدعو من تقابله إلى دينك؟ قال: لا، فاذهب عني إلى لعنة الله، فقلت: لا أفعل


    أو
    تسمع مني. قال: قل. فقلت: هل كانت بيننا عداوة أو ترة أو تعرفني بحال تحفظك علي


    أو
    تعلم بيني وبين أهلك وتراً؟ قال: لا والله، قلت: ولا أنا والله لك إلا علي جميل
    الرأي،


    فإني
    لأهواك وأنتحل مذهبك وأدين دينك وأريد السوء لمن أرادك. فقال: يا هذا، جزاك


    الله
    خيراً فانصرف. قلت: إن معي زاداً أريد أن آكله وأريد مؤاكلتك لتتوكد المودة بيننا


    ويرى
    أهل العسكرين هوانهم علينا، قال: فافعل. فتقدمت إليه حتى اختلفت أعناق دوابنا


    وجمعنا
    أرجلنا على معارفها وجعلنا نأكل والناس قد غلبوا ضحكاً. فلما استوفينا


    ودعني،
    ثم قلت له: إن هذا الجاهل، إن أقمت على طلب المبارزة ندبني إليك فتتعب


    وتتعبني،
    فإن رأيت ألا تبرز اليوم فافعل. قال: قد فعلت، فانصرف وانصرفت. فقلت لروح:


    أما
    أنا فقد كفيتك قرني، فقل لغيري يكفك قرنه كما كفيتك. وخرج آخر يدعو إلى البراز،


    فقال
    لي: اخرج إليه، فقلت:


    إني
    أعوذ بروح أن يقدمني إلى القتال
    فتخزى بي بنو أسد


    إن
    البراز إلى الأقران أعلمه مما يفرق
    بين الروح والجسد


    قد
    حالفتك المنايا إذا رصدت لها
    وأصبحت لجميع الخلق كالرصد


    إن
    المهلب حب الموت أرثكم فما ورثت
    اختيار الموت عن أحد


    لو
    أن لي مهجة أخرى لجدت بها لكنها
    خلقت فرداً فلم أجد


    قال:
    فضحك روح وأعفاني.


    قال:
    وشرب أبو دلامة في بعض الحانات وسكر، فمضى وهو يميل، فلقيه العسس فأخذه،


    فقيل
    له: من أنت؟ وما دينك؟ فقال:


    ديني
    على دين بني العباس ما ختم الطين
    على القرطاس


    إذا
    اصطحب أربعاً بالكاس فقد أدار
    شربها براسي


    فهل
    بما قلت لكم من باس


    فأخذوه
    وخرقوا ثيابه وساجه، وأتي به إلى أبي جعفر، فأمر بحبسه مع الدجاج في بيت.


    فلما
    أفاق جعل ينادي غلامه مرة وجاريته أخرى فلا يجيبه أحد، وهو مع ذلك يسمع


    صوت
    الدجاج وزقاء الديك. فلما أكثر قال له السجان: ما شأنك؟ قال: ويلك! من


    أنت؟
    وأين أنا؟ قال: قال: أنت في الحبس، وأنا فلان السجان. قال: ومن حبسني؟ قال:


    أمير
    المؤمنين. قال: ومن خرق طيلساني؟ قال: الحرس. فطلب أن يأتيه بدواة وقرطاس،


    ففعل
    فأتاه، فكتب إلى أبي جعفر المنصور يقول:


    أمير
    المؤمنين فدتك نفسي علام حبستني
    وخرقت ساجي


    أمن
    صهباء صافية المزاج كأن شعاعها لهب
    السراج


    وقد
    طبخت بنار الله حتى لقد صارت من
    النطف النضاج


    تهش
    لها القلوب وتشتهيها إذا برزت
    ترقرق في الزجاج


    أقاد
    إلى السجون بغير جرم كأني بعض عمال
    الخراج!


    فلو
    معهم حبست لكان سهلاً ولكني حبست
    مع الدجاج


    وقد
    كانت تخبرني ذنوبي بأني من عقابك
    غير ناج


    على
    أني وإن لاقيت شراً لخيرك بعد ذاك
    الشر راجي


    فاستدعاه
    المنصور وقال: أين حبست يا أبا دلامة؟ قال: مع الدجاج. قال: فما كنت


    تصنع؟
    قال: أقوقي معهم إلى الصباح، فضحك وخلى سبيله وأمر له بجائزة. فلما خرج


    قال
    الربيع: إنه شرب الخمر يا أمير المؤمنين، أما سمعت قوله: وقد طبخت بنار الله؟ يعني


    الشمس
    قال: لا والله، ما عنيت إلا نار الله الموقدة التي تطلع على فؤاد الربيع. فضحك


    المنصور
    وقال: خذها يا ربيع ولا تعاود التعرض له.


    وروى
    عن المدائني قال: دخل أبو دلامة على المهدي وعند إسماعيل بن علي وعيسى بن


    موسى
    والعباس بن محمد بن إبراهيم الإمام وجماعة من بني هاشم، فقال له المهدي: أنا


    أعطي
    الله عهداً إن لم تهج واحداً ممن في البيت، لأقطعن لسانك أو لأضربن عنقك. فنظر


    إليه
    القوم، وكلما نظر إلى أحد منهم غمزه بأن علي رضاك. قال أبو دلامة: فعلمت أني قد


    وقعت
    وأنها عزمة من عزماته لا بد منها، فلم أر أحداً أحق بالهجاء مني ولا أدعي إلى


    السلامة
    من هجاء نفسي، فقلت:


    إلا
    أبلغ لديك أبا دلامه فلست من
    الكرام ولا كرامه


    إذا
    لبس العمامة كان قرداً وخنزيراً
    إذا نزع العمامه


    جمعت
    دمامة وجمع لؤماً كذاك اللؤم تتبعه
    الدمامه


    فإن
    تك قد أصبت نعيم دنيا فلا تفرح فقد
    دنت القيامه


    فضحك
    القوم ولم يبق منهم أحد إلا أجازه.


    قال:
    وخرج المهدي وعلي بن سليمان إلى الصيد، فسنح لهما قطيع من ظباء، فأرسلت


    الكلاب
    وأجريت الخيل، ورمى المهدي سهماً فأصاب ظبياً، ورمى علي بن سليمان


    فأصاب
    بعض الكلاب فقتله، فقال أبو دلامة:


    قد
    رمى المهدي ظبياً شك بالسهم فؤاده


    وعلي
    بن سليما ن رمى كلباً فصاده


    فهنيئاً
    لهما ك ل امرئ يأكل زاده


    فضحك
    المهدي حتى كاد يسقط عن سرجه، وقال: صدق والله أبو دلامة، وأمر له بجائزة


    سنية،
    فلقب عبي بن سليمان بعد ذلك صائد الكلب، فغلب عليه.


    قال:
    وتوفيت حمادة بنت عيسى، حضر المنصور جنازتها، فلما وقف على حفرتها قال


    لأبي
    دلامة: ما أعددت لهذه الحفرة؟ قال: ابنة عمك يا أمير المؤمنين حمادة بنت عيسى


    يجاء
    بها الساعة فتدفن فيها. فضحك المنصور حتى غلب وستر وجهه.


    قال
    الهيثم بن عدي رحمة الله عليه: حجت الخيزران، فلما خرجت، صاح أبو دلامة:


    جعلني
    الله فداك، الله الله في أمري! فقالت: من هذا؟ قالوا: أبو دلامة. فقالت: سلوه ما


    أمره،
    قالوا له: ما أمرك؟ قال: أدنوني من محملها، قالت: أدنوه، فأدنى، فقال لها: أيها


    السيدة،
    إني شيخ كبير وأجرك في عظيم. قالت: فمه! قال: تهبيني جارية من جواريك


    تؤنسني،
    وترفق بي وتريحني من عجوز عندي، قد أكلت رفدي، وأطالت كدي، فقد عاف


    جلدي
    جلدها، وتشوقت فقدها. فضحكت الخيزران وقالت: سوف آمر لك بما سألت.


    فلما
    رجعت تلقاها وأذكرها وخرج معها إلى بغداد، فأقام حتى غرض. ثم دخل على أم


    عبيدة
    حاضنة موسى وهارون فدفع إليها رقعة قد كتب بها إلا الخيزران، فقها:


    أبلغي
    سيدتي با لله يا أم عبيده


    أنها
    أرشدها ا لله وإن كانت رشيده


    وعدتني
    قبل أن تخ رج للحج وليده


    فتأنيت
    وأرسل ت بعشرين قصيده


    كلما
    أخلقن أخلف ت بعشرين قصيده


    ليس
    في بيتي لتمهي د فراشي من قعيده


    غير
    عجفاء عجوز ساقها مثل القديده


    وجهها
    أقبح من حو ت طري في عصيده


    ما
    حياة مع أنثى مثل عرسي بسعيده


    فلما
    قرأت عليها، ضحكت ودعت بجارية من جواريها فائقة الجمال، فقالت لها: خذي كل


    مالك
    في قصري، ففعلت، ثم دعت بعض الخدم وقالت له: سلمها إلى أبي دلامة. فانطلق


    الخادم
    بها فلم يصادفه في منزله، فقال لامرأته: إذا رجع أبو دلامة فادفعيها إليه وقولي
    له:


    تقول
    لك السيدة: أحسن صحبة هذه الجارية فقد أمرت لك بها. فقالت له نعم. فلما خرج


    الخادم
    دخل ابنها دلامة فوجد أمه تبكي، فسألها عن خبرها فأخبرته وقالت: إن أردت أن


    تبرني
    يوماً من الأيام فاليوم. قال: قولي ما شئت فإني أفعله. قالت: تدخل عليها فتعلمها
    أنك


    مالكها
    وتطؤها فتحرمها عليه وإلا ذهبت بعقله فجفاني وجفاك، ففعل ودخل إلى الجارية


    فوطئها
    ووافقها ذلك منه، وخرج. فدخل أبو دلامة فقال لامرأته: أين الجارية؟ قالت: في


    ذلك
    البيت، فدخل إليها شيخ محطم ذاهب، فمد يده إليها ذهب ليقبلها، فقالت: مالك


    ويحك!
    تنح وإلا لطمتك لطمة دققت منها أنفك. فقال لها: أبهذا أوصتك السيدة؟ قالت:


    بعثت
    بي إلى فتى من هيئته وحاله كيت وكيت، وقد
    كان عندي آنفاً ونال مني حاجته.


    فعلم
    أنه قد دهي من أم دلامة وابنها. فخرج أبو دلامة إلى دلامة فلطمه ولببه وحلف ألا


    يفارقه
    إلا إلى المهدي. فمضى به ملبباً حتى وقف بباب المهدي، فعرف خبره، وأنه جاء


    بابنه
    على تلك الحال. فأمر بإدخاله فلما دخل قال: مالك؟ قال: فعل بي هذا ابن الخبيثة


    ما
    لم يفعله ولد بأبيه، ولا يرضيني إلا أن تقتله. قال: ويحك! وما فعل بك؟ فأخبره
    الخبر،


    فضحك
    حتى استلقى ثم جلس. فقال له أبو دلامة: أعجبك فعله فتضحك منه؟ فقال:


    علي
    بالسيف والنطع. فقال له دلامة: قد سمعت قوله يا أمير المؤمنين، فاسمع حجتي. قال:


    هات!
    قال: هذا الشيخ أصفق الناس وجهاً، هو يفعل بأمي منذ أربعين سنة ما غضبت،


    وفعلت
    أنا بجاريته مرة واحدة غضب وصنع بي ما ترى. فضحك المهدي أشد من


    ضحكه
    الأول، ثم قال: دعها له يا أبا دلامة، وأنا أعطيك خيراً منها، قال: على أن تخبأها


    لي
    بين السماء والأرض وإلا فعل بها والله كما فعل بهذه، فتقدم إلى دلامة ألا يعاود
    مثل


    فعله،
    وحلف أنه إن عاود قتله، ثم وهب له جارية.


    قال
    عبد الله بن صالح رحمه الله جاء ابن أبي دلامة يوماً إلى أبيه وهو في محفل من
    جيرانه


    وعشيرته
    فجلس بين يديه، ثم أقبل على الجماعة فقال لهم: إن شيخي كما تؤون قد كبر


    سنه
    ورق جلده ودق عظمه، وبنا إلى حياته حاجة شديدة، فلا أزال أشير عليه بالشيء


    يمسك
    رمقه ويبقى قوته فيخالفني فيه، وإني أسألكم أن تسألوه قضاء حاجة لي أذكرها


    بحضرتكم
    فيها صلاح جسمه وبقاء حياته، فأسعفوني بمسألته معي. فقالوا: نفعل حباً


    وكرامة،
    ثم أقبلوا على أبي دلامة بألسنتهم فتناولوه بالعتاب حتى رضي ابنه وهو ساكت،


    قال:
    قولوا للخبيث فليقل ما يريد، فستعلمون أنه لم يأت إلا ببلية. فقالوا له: قل، فقال:
    إن


    أبي
    إنما قتله كثرة الجماع، فتعاونوني حتى أخصيه، فلن يقطعه عن ذلك غير الخصاء فيكون


    أصح
    لجسمه وأطول لعمره. فعجبوا بما أتى به وضحكوا. ثم قالوا لأبي دلامة: قد سمعت


    فأجب.
    قال: قد سمعتم أنتم فعرفتكم أنه لم يأت بخير. قالوا: فما عندك في هذا؟ قال: قد


    جعلت
    أمه حكماً فيما بيني وبينه، فقوموا بنا إليها. فقاموا بأجمعهم ودخلوا إليها، وقص


    أبو
    دلامة القصة عليها وقال: قد حكمتك. فأقبلت على الجماعة فقالت: إن ابني هذا أبقاه


    الله
    قد نصح أباه ولم يأل جهداً، وما أنا إلى بقاء أبيه أحوج مني إلى بقائه، وهذا أمر
    لم يقع به


    تجربة
    منا ولا جرى بمثله عادة لنا، وما أشك في معرفته بذلك، فليبدأ بنفسه فليخصها،


    فإذا
    عوفي ورأينا ذلك قد أثر عليه أثراً محموداً استعمله أبوه. فضحك أبوه والقوم
    وانصرفوا


    يعجبون
    من خبثهم جميعاً.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    من نوادر ابي دلامة
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » من نوادر اشعب

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    اولاد الدباغة 2 :: المشاركات :: الثقافة والفنون-
    انتقل الى: